في زمن بعيد، في أرض مليانة سحر وعجائب، كان فيه تنين صغير لونه بنفسجي اسمه "فهد". فهد كان تنين فضولي ومغامر، بيحب يستكشف أماكن جديدة مع مامته.
في صباح مشمس، قررت ماما فهد، السيدة نورة، إنها تاخده في مغامرة خاصة لمول التنين الكبير في المدينة.
مبتهج لدرجة إنه كان يقفز جنب مامته وهو بيستمتع بالتجول في المول الملون.
الجو كان مليان برائحة بسكويت التنين الطازج، وصوت الضحك كان يتردد في الأروقة.
وأثناء ما كانوا بيتجولوا في المحلات، كانت عيون فهد بتلمع من الفرح وهو بيشوف كل الحاجات الرائعة. لكن وسط الحماس، ضل فجأة بعيد عن مامته. وهو غرقان بين الزبائن الكتير، حس بفزع جواه.
بذعر، بدأ فهد يدور حواليه، لكن مامته مكنتش موجودة. قلبه نزل وهو فهم إنه لوحده في المول الكبير. متذكرًا اللي اتعلمه من معلمه في المدرسة، عرف فهد إنه لازم يفضل هادي ويدور على شرطي يساعده.
أخذ نفس عميق، جمع شجاعته وبدأ يدور على ضابط طيب. أخيرًا، لقى شرطي لطيف كان بيجوب المنطقة. بعزم في عينيه، مشى فهد نحو الضابط وسحبه من زيه.
"عذرًا، يا حضرة الشرطي"، قال فهد بصوت مرتعش شوي. "أنا ضعت، ومش قادر ألاقي ماما. ممكن تساعدني، من فضلك؟"
الشرطي ركع لحد مستوى فهد وابتسم له بلطف:
"طبعًا، يا صغير. متقلقش، هنعمل كل اللي نقدر عليه علشان نلاقي مامتك. تعرف عنوانك؟"
فهد هز رأسه بحماس:
"أيوه، سيدي! أنا ساكن في وادي التنين، فوق أعلى تلة. وماما اسمها السيدة نورة. هي تنين بنفسجي جميل عنده قشور لامعة، وكانت لابسة فستان وردي جميل النهاردة."
الشرطي تأثر بشجاعة فهد وسرعة بديهته، واستخدم الراديو لطلب المساعدة ووصف مظهر السيدة نورة لزملائه. بسرعة، تم تنظيم مجموعة بحث وبدأوا يفتشوا في المول علشان يلاقوا ماما فهد.
وفي الوقت نفسه، كان فهد قاعد مع الشرطي، قلبه كان بيخفق من القلق. لكن لما كان بيبدأ يفقد الأمل، سمع صوت مألوف بينادي اسمه.
التفت فهد، وشاف ماما جارية نحوه، عيونها مليانة بالارتياح والفرحة.
"فهد! يا حبيبي الغالي، كنت قلقانة عليك جدًا!"
السيدة نورة صرخت، وهي تعانق تنينها الصغير بشدة.
دموع الفرح مليت عيون فهد وهو عانق ماما بقوة:
"أنا آسف، ماما. مكنتش أقصد أضيع. لكن تذكرت اللي قاله معلمي عن إيجاد شرطي، وهو ساعدني ألاقيك!"
السيدة نورة ابتسمت بفخر لتنينها الشجاع:
"أنت عملت شغل ممتاز، فهد. أنا فخورة جدًا بيك! وشكرًا للشرطي الطيب اللي ساعد يجيب فهد العزيز ليا."
الشرطي ابتسم بلطف ونحى برأسه:
"كان من دواعي سروري، مدام. أنا بس بعمل واجبي في حماية الناس."
مع ماما بجانبه والشرطي الطيب مراقبهم، حس فهد بالسلام والامتنان يغمره.
رغم أن مغامرته في المول كانت مليانة بالمفاجآت والتحديات، عرف إنه طالما هو شجاع ومعتمد على مساعدة الآخرين، يقدر يتغلب على أي عقبة تقابله.
وهكذا، ماشي يدًا بيد مع ماما، فهد أكمل رحلته في مول مدينة التنين، وهو عارف إنه مهما كانت التحديات اللي هتقابله، هيلاقي طريقه دايمًا للبيت.