في زمن بعيد، كان في مملكة نائية ملك وملكة عندهم أحد عشر ابن وبنت واحدة. كانت العيلة دي عايشة حياة سعيدة ومريحة. الأطفال كانوا عايشين في رفاهية، لكن جاء يوم تغيرت فيه حياتهم بالكامل.
أم الأطفال ماتت وفضلوا لوحدهم. البنت الصغيرة حاولت تعوض مكان أمها. كانت تقرأ قصص لإخواتها وتلعب معاهم. الإخوة كانوا يقعدوا حواليها ويستمعوا لقصصها.
بعد شوية شهور، تزوج الملك من واحدة شريرة، كانت بتحقد على الأطفال وبتعذبهم ليل ونهار. بدل السكر، كانت بتصب رمل في شايهم وبتديهم عيش ناشف بدل الأكل.
أخدت منهم الغرفة المريحة بتاعتهم وبدلتها بغرفة مظلمة، غرفة بدون أرضية وبدون سرير.
بعد أيام قليلة، أرسلت الملكة الشريرة البنت إلى قرية وأعطتها لعيلة فلاحين علشان تشتغل عندهم.
أما الأولاد، الملكة الشريرة فكرت تخرجهم من القصر بأي طريقة. جربت حلول كتير لحد ما وصلت لحدية عجوز. العجوز ضحكت بخبث وقالت: "الأمر عندي. هعلمك قصيدة، كلما غنيتها، الأولاد هيحولوا لطيور ويطيروا بعيد."
الملكة الشريرة فرحت. رجعت للقصر وقرت القصيدة. الأولاد طاروا بشكل أوز أبيض.
مر الوقت، وعرفت الأميرة مصير إخواتها. راحت للعيلة الفلاحية وسألتهم لو تقدر تروح للبحر علشان تدور على إخواتها؛ بس البحر كان في الجهة الثانية من الغابة وكانت لازم تمر عبر الغابة.
الأميرة مشيت في الغابة أيام وليالي لحد ما جرحوا رجليها. يوم من الأيام، قابلت امرأة في الغابة ومعاها سلة فواكه. لما شافت المرأة الأميرة، قلبها رقق وديتها شوية فواكه وراحت في طريقها للبحر.
الأميرة ودعت المرأة العجوز ومشت لحد ما وصلت للبحر؛ لكن ما لقيتش حد على الشاطئ. جلست جنب البحر وفجأة شافت 11 ريشة أوز أبيض. فهمت إن الريش ده كان لإخواتها وجمعته وحفظته في إيدها. دلوقتي كانت متأكدة إنها هتلاقي إخواتها.
جلست على الشاطئ لحد ما قربت الشمس تغيب، وفجأة ظهر 11 أوز أبيض في السماء ونزلوا على الشاطئ. لما نزلوا على الشاطئ، تحولوا لـ 11 أمير شاب.
عرفت الأميرة إخواتها. جريت نحوهم وندت بأسمائهم. الإخوة كانوا سعداء برؤية أختهم. قال الأخ الأكبر: "طالما الشمس في السماء، إحنا زي الأوز. لما الليل ييجي، بنبقى بشر. نعيش عبر البحر في مكان جميل جداً. الأحسن ليكي تيجي معانا."
عملوا سلة من فروع الشجر الرقيقة وحطوا أختهم فيها، وكل واحد منهم شال طرف منها وطيروا بعيد. كانت البنت سعيدة لأنها لقيت إخواتها.
عاشت البنت سعيدة مع إخواتها في الغابة. كانت دايمًا تدعي أن السحر اللي حول إخواتها يُفك. وفي ليلة، حلمت الأميرة حلم غريب.
ظهر لها ملاك في الحلم وقال لها: "لو عايزة إخواتك يتحرروا من السحر ده، لازم تطرزي لهم ملابس من نبات القراص. لما يلبسوا الملابس دي، السحر هيفك وهيرجعوا لأشكالهم الأصلية. لكن لازم تفضل ساكتة تمامًا طول الوقت!"
لما صحيت الأميرة، راحت على نبات القراص وبدأت تطرز قمصان لإخواتها، لكن نبات القراص كان فيه لسعات سامة وأصابت إيديها بقرح.
الأميرة اشتغلت ليل ونهار، تطرز الملابس من نبات القراص. ما قالتش أي حاجة، وإخواتها كانوا متفاجئين من ده.
يوم من الأيام، حصل موقف مؤسف. أمير جه للغابة علشان يصطاد. الأميرة اختبأت في كهف، خايفة إن شغلها يتأخر؛ لكن كلب الأمير لقى مكانها. الأمير كان متفاجئ من جمال البنت وأخذها معاه للقصر علشان يتجوزها.
تمت مراسم الزواج بين الأمير والأميرة؛ لكن البنت ما وقفتش عن تطريز الملابس، والناس في القصر كانوا متعجبين. كانوا بيتكلموا ورا ظهرها، ولأن الأميرة ما قدرتش تقول أي حاجة وتوضح، الموضوع زاد تعقيدًا كل يوم.
واحد من الخدم اللي كان دايمًا يهتم بالأميرة، كان بيروح للأمير كل يوم ويقوله إن تصرفات الأميرة بتشبه تصرفات الساحرات؛ لكن الأمير كان بيحب زوجته وما كانش مهتم بالكلام ده.
لكن في النهاية، كتر الكلام عن الأميرة لدرجة إنه أثر على الأمير وأصبح متشائم من زوجته، وما قدرش يفهم الملابس اللي بتطرزها زوجته.
اتحبست الأميرة واتحكم عليها بالإعدام في ساحة المدينة. يوم تنفيذ حكم الإعدام، حطوها على عربة علشان يودوها للساحة؛ لكن هي كانت لسة بتطرز الملابس وهي في طريقها للموت. فجأة، ظهرت مجموعة من الأوز الأبيض القوي.
الأوز الأبيض طار فوق العربة والأميرة رمت الملابس على كل واحد منهم. أي أمير لبس الملابس الخضراء، فك السحر عنه وتحول لشكل إنساني.
الناس تفاجئوا من المنظر ده. دلوقتي الأميرة قدرت تتكلم. الأمير جاء لها والأميرة حكت له القصة كاملة.
الأمير رجع زوجته للقصر واعتذر لها، وعاشوا مع بعض لسنوات طويلة.