في يوم صيفي حار، كانت أليس وقطة صغيرة اسمها دينا قاعدين على غصن شجرة. وتحت الشجرة، كانت أخت أليس تقرأ كتاب تاريخ بصوت عالي. لكن أليس ما كانتش مركزة مع أختها، وكانت عايشة في أحلامها.
عالم فيه أرانب لابسة ملابس وعايشة في بيوت صغيرة. نزلت أليس ودينا من الشجرة، وفي اللحظة دي شافت أرنب أبيض جاري، ماسك ساعة كبيرة بإيده.
أليس قالت بدهشة: "يا لها من دقة!" يعني الأرنب متأخر على إيه؟ وصاحت: "استنى، أنا جايه معاك!"
لكن الأرنب كمل طريقه وكان بينادي بصوت عالي: "أنا متأخر! أنا متأخر!"
وختفى في حفرة كبيرة عند قاعدة الشجرة.
أليس، اللي اتحمست، تبعت الأرنب ودخلت الحفرة الضيقة بصعوبة وبدأت تتحرك في النفق على أربع. فجأة، حسّت إنها سقطت من مكان عالي وكانت بتنزل بسرعة.
كل لحظة بتنزله، لكن لحسن حظها، ملابسها انتفخت زي البالون وأنقذتها من السقوط زي المظلة. كانت عايمة في فضاء النفق وبتتحرك ببطء طول النفق.
على جدران النفق، كان فيه لوحات غريبة. الأثاث جوه كان برضه غريب. أخيرًا، وصلت أليس لنهاية النفق. الأرنب الأبيض كان عند نهاية ممر طويل. الرجل الطويل اللي كان في زاوية النفق اختفى تاني، وأليس صرخت: "وقف!"
وجرت وراه. في نهاية الممر الطويل والضيق، كان فيه باب صغير جدًا. أليس رجّت المقبض، وقال صوت: "مرحبًا!"
الصوت كان من مقبض الباب. أليس قالت: "أنا بدور على الأرنب الأبيض، افتح لي."
المقبض رد: "آسف، أنت كبيرة جدًا، اشربي من الزجاجة دي."
أليس دورت حواليها ولقات زجاجة مكتوب عليها "اشربي مني". جربت أليس شوية منها وبعد كده شربتها كلها. في اللحظة دي، بدأت أليس تتقلص. بقت صغيرة جدًا لدرجة إنها قدرت تمر من الباب الصغير.
من ورا الباب، لقت أليس نفسها في بداية غابة كبيرة، وفجأة شافت الأرنب الأبيض تاني من بعيد بين الأشجار وبدأت تجري وراه.
لكن مش بعد وقت طويل، وقفت قدامها اتنين رجال قصار شبيهه لبعض. أسمائهم كانوا متشابهين، وأليس برضه قالت اسمها.
"أنا عايزة أعرف الأرنب الأبيض راح فين؟" اتنين القصيرين بدأوا يتكلموا في نفس الوقت. أليس ما فهمتش هم بيقولوا إيه، فقررت تختار اتجاه تاني وتكمل حركتها.
أليس وصلت لبيت صغير بسرعة. وهي رايحة للبيت، شافت الأرنب الأبيض بينط من مدخل البيت.
كانت لابسة فستان جديد، بلوزة بكولار مزخرف. الأرنب صرخ تاني: "يا إلهي، أنا متأخر! أنا متأخر!" ودار لأليس وقال: "روحي جبّي لي الجوانتي بتاعي."
أليس كانت متحمسة جدًا لأن الأرنب كلمها، ودخلت بسرعة جوه البيت.
أليس دورت في كل مكان على الجوانتي، لكن بدل من كده، لقت زجاجة فيها بسكويت. البسكويت كان شكله لذيذ، وأخذت واحدة وأكلتها...
فجأة بدأت تكبر، تكبر أكتر وأكتر ولحد ما بقت أكبر من حجم البيت، ويدها كانت أكبر من النوافذ. أليس قالت لنفسها: "ممكن لو لقيت حاجة تانية وأكلتها، أرجع صغيرة تاني."
مدت إيدها لأقصى ما تقدر وأخذت جزرة من الحديقة قدام البيت، ولما أكلتها، أليس بدأت تتقلص تاني. لحد ما بقت صغيرة كفاية عشان تقدر تعدي من الباب الأمامي للبيت.
الأرنب كان مبسوط جدًا لأن الوحش اختفى وبدأ يجري تاني نحو أسفل الحديقة، وأليس بدأت تجري وراه. لكن دلوقتي، لأن كانت صغيرة، العشب كان كأنه غابة ضخمة. فجأة، نزلت نومة وهي بتسمع صوت.
الصوت الغريب قال: "أليس، إزيك؟"
لما أليس بصت عن قرب، شافت دودة قاعدة في ظل فطر. أليس ردت: "أنا أليس وأتمنى أكون أطول..."
الدودة تحولت فجأة لفراشة جميلة وقالت: "ممكن أساعدك! وأشارت لفطر وقالت: "نص الفطر ده يخليك أطول، والنص التاني يخليك أقصر."
وبعدين الفراشة الطيبة طارت. أليس قربت من الفطر وبصت عليه بعناية.
حاولت تقرر أي جانب ممكن يخليها أطول. لكن ما قدرتش، وأخيرًا أخذت قطعة من الفطر من الجانبين وأكلت قطعة. ولحسن الحظ، أليس اختارت القطعة الصحيحة ورجعت لطولها الطبيعي.
حطت قطعة تانية من الفطر في جيبها وبدأت تمشي ولما سمعت صوت. التفتت على الصوت وشافت ابتسامة وسنان وعينين. أليس بصت عن قرب.
ظهر قطة غريبة بخطوط برتقالية قدامها. أليس قالت: "أنا بدور على الأرنب الأبيض. فين الطريق؟"
القطة قالت: "أنا قطة تشيشاير. لو كنت بدور على أرنب أبيض، كنت هسأل "المجنون" و"الأرنب مارس" من الناحية دي."
وأشارت لطريق في الغابة وبعدين القطة اختفت. أليس تبعت الطريق وسمعت بسرعة غناء المجنون والأرنب مارس. كانوا قاعدين يشربوا شاي على طاولة فخمة جدًا.
المجنون قال: "عندنا حفلة غير عيد الميلاد، لأننا عندنا حفلة عيد ميلاد يوم واحد في السنة، فعملنا حفلة غير عيد ميلاد لباقي الـ364 يوم."
الأرنب مارس سأل أليس جت منين، وأليس بدأت تشرح: "كل حاجة بدأت من هناك لما أنا وقطتي دينا كنا قاعدين على غصن شجرة و..."
فجأة، سمعوا صوت صرير: "آه، قطة؟!" وبعدين قفزت فأرة صغيرة من فنجان الشاي وبدأت تجري حوالين الطاولة. المجنون نادى: "خدوها." وفي اللحظة دي، ظهر الأرنب الأبيض تاني وقال: "مافيش وقت! أنا متأخر!"
واختفى تاني شوية بعيد. أليس صرخت: "انتظر!" ووقفت من ورا الطاولة وجرت وراه. أليس كانت متعبة من المرور في الطرق الغريبة في بلاد العجائب وقالت لنفسها: "الأحسن أرجع للبيت!"
لكن فجأة، ظهرت قطة تشيشاير وقالت: "ممكن ترجع للبيت من غير ما تقابلي الملكة. بعد ما قالت كده، فتح باب من الشجرة اللي جنبهم. أليس راحت ناحيته وفجأة لقت نفسها في حديقة قصر كبير.
اتعجبت لما شافت ورقتين لعب شغالين بيدهنوا الورود البيضاء باللون الأحمر. الورق شرحوا إن الملكة كانت طلبت ورود حمراء وكانوا بيدهنوا الورود البيضاء بالأحمر على أمل إنها مش هتلاحظ.
في اللحظة دي، فتح باب القصر الكبير وخرج الأرنب الأبيض في موكب وقال: "الملكة القلوب والملك جايين ناحيه شجرة الورد وسألوا بجدية: "مين اللي حول الورود بتاعتي حمراء؟ قطعوا رأسه!"
وبعدين لاحظت الملكة أليس، وهي ترتجف من الخوف، وقالت: "أنا بدور على الطريق للبيت!"
الملكة صرخت: "الطريق لبيتك؟ كل الطرق هنا ملكي!"
لكن الملكة بسرعة غيرت رأيها وسألت أليس: "تحبي تشوفي لعبة الكريكيت؟"
أليس ردت: "أيوة، جلالتك!"
وبعدين الملكة أمرت: "يلا نبدأ اللعبة."
أليس عمرها ما شافت لعبة كريكيت غريبة زي دي. كرات القنفذ والعصا كانت طاووس، ولما الملكة طلبت من الطاووس يرمي القنفذ، قطة تشيشاير ظهرت والطاووس اتلخبط.
في الحالة دي، الملكة فقدت توازنها وسقطت. خرجت من الفرن واتجهت لأليس وصرخت: "قطعوا رأسها."
بعد كده، الكل راح للمحكمة وأليس برضه اضطرت تيجي المحكمة. الملكة جلست على كرسي القاضي. الأرنب قال: "جلالتك، المتهمة بتتهم بالغش في لعبة الكريكيت."
الملكة صرخت: "مافيش أهمية! هي مجرمة، قطعوا رأسها!"
في اللحظة دي، الملك سأل: "ممكن نجيب بعض الشهود على المنصة؟"
الملكة نزلت رأسها بالموافقة وقالت: "ممتاز! لكن المحكمة رسمية" واستمرت.
أول شاهد كان الأرنب مارس، بعدين الفأر الصغير، وتابعوه لفترة طويلة. وفي نفس الوقت، قطة تشيشاير ظهرت. أليس قالت: "سيدي، بص على القطة السحرية!"
وفي نفس الوقت، الفأر الصغير قفز من فنجانه! بدأ يجري حوالين قاعة المحكمة وكل الجمهور صرخ وجري وراه. فجأة، أليس تذكرت قطعة الفطر اللي لساها في جيبها وأكلت قطعة من واحدة من أجزائها.
فجأة بدأت تكبر تاني، تكبر أكتر وأكتر، لدرجة إن الكل كان مرعوب. الملكة صرخت: "قطعوا رأسها..." لكن قبل ما تخلص جملتها، أليس قالت: "أنا مش خايفة منك، أنت ملكة غضبانة بس!"
ولما أليس قالت كده، حسّت بنفسها بتصغر تاني، وسألت الملكة بفرح: "قوليلي، إيه اللي قلتيه دلوقتي، عزيزتي؟"
أليس، اللي ما كانش عندها اختيار تاني، جرت بسرعة وركضت بعيد عن المحكمة.
لكن سرعان ما ضاعت في المتاهات المتعرجة. لسا ما قدرتش تسمع صوت الملكة، لكن كان واضح إن صوت الملكة كان بيصلها من بعيد كأنه حلم. فجأة، سمعت أليس حد بيناديها: "أليس، أليس، صحّي!"
الصوت كان لأختها: "أليس، نمتِ كتير، فاكرا حاجة من درس التاريخ؟" أليس فركت عينيها، ودينا تملت تحت تنورة أليس ورجعت تنام تاني. أليس قالت: "مش عارفين قد إيه كنت متحمسة! كان فيه أرنب أبيض هناك، اتبعته و..."
أخت أليس قالت: "طيب، ما تفكريش في ده تاني، دلوقتي لازم نرجع للبيت، وحان وقت الشاي والعشاء."
أخذت أليس قطتها وقالت: "دينا، ممكن بعد كل ده، أكون في العالم الحقيقي؟!"